روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | معوقات إكساب القيم التربوية للطفل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > معوقات إكساب القيم التربوية للطفل


  معوقات إكساب القيم التربوية للطفل
     عدد مرات المشاهدة: 5292        عدد مرات الإرسال: 0

لا شك أن الإنسان يأخذ ويتعلم من أسرته وأبويه كل القيم والأخلاق الحميدة، ثم من زملائه وبيئته، قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل:78]، وقال صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».

والإسلام في دعوته إلى تحمل المسئوليات، حمل الآباء والأمهات مسئولية كبرى في تربية الأبناء، وإعدادهم الإعداد الكامل لحمل أعباء الحياة، وتهددهم بالعذاب الأكبر إذا فرطوا وقصروا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6]، وقال عليه الصلاة والسلام في تحمل الأهل المسئولية: «.... والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها....».

فالأم في تحمل المسئولية كالأب، بل مسئوليتها أهم وأخطر، بإعتبار أنها ملازمة لأبنائها منذ الولادة وحتى يكبروا ويترعرعوا، فعندما يتخلى الوالدان أو أحدهما عن واجبه تجاه أبنائه في تنشئتهم وتربيتهم، فحتما سيؤدي إلى إنحراف الأبناء وفساد خلقهم، فهذا يعتبر من أهم المعوقات في إكساب القيم التربوية للأبناء، والحديث في معوقات إكساب القيم طويل ولكن سنذكر بعضها والأكثر انتشارا بين الأسر وهي:

[] تقصير الأم في الواجب التربوي نحو أولادها، لإنشغالها مع معارفها وصديقاتها وإستقبال ضيوفها، وخروجها من بيتها، فهي كما ذكرت أكثر مسئولية على أبنائها قال عليه الصلاة والسلام: «... والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها....».

[] غياب الأب لفترات طويلة عن المنزل: فالحياة مليئة بالضغوط على رب الأسرة، وذلك لبذل الجهد لتغطية متطلبات الحياة الأمر الذي أدى إلى غياب الآباء عن المنزل لفترة طويلة. فإن العبء يزداد على الأم التي بطبعها كائن ضعيف رقيقة الإحساس والمشاعر، ولا تستطيع أن تواجه الكثير من مشكلات الأطفال وحدها، فيظهر الضعف والميوعة في الأبناء وهذا يترتب عليه نتائج وخيمة.

[] الإعتماد على الخدم في تربية الأبناء في حال الخروج للعمل، فخدم المنازل يأتون من بيئات تختلف إختلافا كليا عن بيئتنا الإسلامية بعاداتها وتقاليدها وأحكامها الشرعية، ومما يزيد الأسف على أبناء هذه الأسرة إذا كانت الخادمة غير مسلمة لها دينها الذي تتبعه في أي وقت ومكان.

[] بسبب غياب الأب وإنشغال الأم فإن بعض الأسر يتركون دور التربية وإكساب القيم التربوية إلى المدرسة ليتعلموا منها كل شيء.

[] وسائل الإعلام بشتى أنواعها، والقنوات الفضائية وما تقدمه من دروس مجانية في الغزو الفكري المدمر والجريمة بأنواعها.

[] المشاكل الزوجية وعدم توافق الوالدين يؤثر في تلقين الأبناء القيم التربوية.

[] التناقض والإزدواجية عند الآباء والأمهات من قيمة إلى أخرى، كأن يتبع الأب أسلوب الكذب على أبنائه وهو ينهاهم عنه، فهذا يؤثر على تفكيرهم حيث يُحدث عندهم نوعا من الإختلاط والتشتت، فكيف لهذا الابن أن يميز بين الصحيح والخاطئ؟ لماذا حُرم من شيء في حين أبواه يفعلانه.

ولله دره من قال:

ليس اليتيم من إنتهى أبواه *** من الحياة وخلفاه ذليلا

إن اليتيم هو الذي تلقى له *** أما تخلت أو أبا مشغولا

فلا شك أن الأبناء ينشئون نشأة اليتامى، ويعيشون عيشة المشردين، بل سيكونون سبب فساد، وأداة إجرام للأمة بأسرها.

فماذا ننتظر من أولاد آباؤهم وأمهاتهم على هذه الحال من الإهمال والتقصير؟!

فلا ننتظر منهم إلا الإنحراف، لإنشغال الأم عن تربية أبنائها، وإهمال الأب في تأديبه ومراقبته.

الكاتب: تهاني عبد الرحمن.

المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.